في هذه الندوة قدم ثلاثة باحثين محاضرات علمية تبحث في كيفية ايجاد الترتيب الأنسب للعناصر النحوية في كتب القواعد وأشكال التدريبات وأساليب تعليم القواعد
حيث قدّم الأستاذ وائل شوقي من جامعة مرمرة محاضرة طرح فيها تساؤلات تنطلق من أهمية تدريس القواعد لمتعلمي العربية من الناطقين بغيرها، وتطرق إلى أساليب تعليم القواعد وناقش القضايا التي ينبغي أن يبدأ فيها بتعليم القواعد وترتيبها وطريقة إغناء النص بالقواعد حتى يكون مناسباً للطالب؛ فقدّم نموذجاً تعرّض فيه إلى آلية تقديم اسم التفضيل من خلال سياقات مختلفة في نص أصلي، وإستراتيجيات معالجة عناصر النحو في النصوص.
ثم تطرق الأستاذ إبراهيم المنصور من مؤسسة إيثار وجامعة صباح الدين الزعيم إلى آليات تصنيف الأبواب النحوية وبنائيتها وذلك باستعراض الأسس التي استندت إليها مدارس ترتيب أبواب النحو، وكيفية الاستفادة منها في منهج قواعدي يخدم كفاءة المتعلم، فعرض تعرّض إلى ثلاثة مذاهب في هذا الجانب، أولها توظيف القواعد في كتب المهارات: وعليه فالقواعد تابعة للنصوص المبنية على الوظائف اللغوية، وثانيها إفراد كتاب للقواعد، وتُرجّح الدقة على المهارة في حال تعارضهما، واقترح لبنائيته الحلزونية تبويباً عمودياً وأفقياً؛ بحيث يستند كل باب على ما سبقه من عناصر نحوية، ويتوسع ذلك في الأجزاء التالية، وثالثها نمذجة قواعد اللغة وإمكانية تقديم المهارات الأخرى بالتركيز على هذه النمذجة.
ثم تناولت الأستاذة آلاء الغزاوي من مركز أدب للتميز العلمي أنواع تدريبات القواعد الواردة في سلاسل تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من خلال تحليل أنماط تدريبات القواعد في عينة من كتب تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها وشمل التحليل أربعة نماذج من سلاسل مختلفة في درس الحال، تفاوتت تدريباتها بين الميكانيكية والتواصلية، مع التركيز على نقطة مهمة وهي غياب الأنشطة التواصلية التي توظف الأشكال النحوية في سياقات تربط بين الشكل والمعنى، الأمر الذي يؤثر سلبا على المتعلم ويحول بينه وبين الكفاءة التواصلية التي تتسم بالدقة والطلاقة.
